غزوة ودان
(فلما أتت لهجرته عليه السلام سنة، وشهران وعشرة/ أيام غزا النبي صلى الله عليه وسلّم غزوة ودان [2] ) - بفتح الواو وتشديد المهملة- قرية على مرحلة، أو نحوها من الجحفة، (حتى بلغ الأبواء) - قرية إزاء «ودان» - خرج صلى الله عليه وسلّم يريد قريشا، وبني «ضمرة بن بكر ابن عبد مناة بن كنانة [3] » ، وهي أول مغازيه صلى الله عليه وسلّم، خرج فيها لاثنتي عشرة ليلة مضت من «صفر» في ستين من المهاجرين.
وحمل اللواء «حمزة بن عبد المطلب» ، واستعمل على المدينة «سعد بن عبادة» فيما ذكر ابن هشام [4] ، فكانت الموادعة [5] ؛ على أن لا يغزونهم، ولا يغزونه، ولا [1] سيأتي- إن شاء الله تعالى- بيان عددها، وآراء الائمة فيها. [2] عن «ودان- الأبواء-» قال ياقوت الحموي في كتابه (المشترك وضعا المفترق صقعا) ص 434: «قرية جامعة، من نواحي «الفرع» بينهما، وبين الأبواء ثمانية أميال. نسب إليه: «الصعب بن جثامة بن قيس الوداني» نزله لما هاجر إلى النبي- صلى الله عليه وسلّم- ... » اه-: المشترك. وهذه الغزوة، وقعت في شهر صفر من السنة الثانية من الهجرة. وعنها قال أبو عمر كما في (سبل الهدى والرشاد) للصالحي: 4/ 14. « ... أقام رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالمدينة باقى ربيع الأول، الشهر الذي قدم، وباقي العام كله إلى صفر ... ثم خرج غازيا في صفر، وحمل لواءه «حمزة بن عبد المطلب» ، وكان لواء أبيض، واستعمل على المدينة «سعد بن عبادة» كما قال أبو سعد، وأبو عمر. وخرج بالمهاجرين ليس فيهم أنصاري؛ يعترض «عيرا» لقريش؛ فلم يلق كيدا، ووادع بني «ضمرة بن عبد مناف» وعقد ذلك معه سيدهم ... الخ» اه-: سبل الهدى والرشاد. [3] حول «بني ضمرة» انظر: المراجع الاتية: أ- الاشتقاق لابن دريد ص 17، 244. ب- (جمهرة أنساب العرب) لابن حزم الصفحات: 180، 185، 186، 215، 465. [4] استعمال النبي صلى الله عليه وسلّم ل «سعد بن عبادة» لم أصل إليه في (السيرة النبوية) لابن هشام، كما ذكر المؤلف. وإنما ذكره كل من: أ- الإمام ابن حبان في كتابه (الثقات) 1/ 146. ب- الإمام الذهبي في كتابه (تاريخ الإسلام) - المغازي- ص 26. ج- الإمام ابن سيد الناس في كتابه (عيون الأثر ... ) 1/ 354. [5] عن موادعة «بني ضمرة» قال الواقدي في كتابه (المغازي) 2/ 11، 12:
نام کتاب : مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار نویسنده : الفاسى، أبو مدين جلد : 1 صفحه : 234